اخر اخبار اليمن الجمعه 11/5/2012 . تخصيص مكان أقامه دائمه في القصر ودار الرئاسه لجمال بن عمر
الشاعر و الصحفي صلاح الدكاك : أقترح أن يخصص لـ"بن عمر" مكان إقامة دائمة في القصر ودار الرئاسة
حين يكتب يجعل من الكلمة شعلة و حين يمطر الشعر من بين اصابعه تعشب الصفحات كما لو كان ساحرا .. و حين تسكن الثورة قصيدته تغدو كل كلمة قنبلة و كل سطر انتفاضة .. و حين يتحدث عن السياسة تتساقط أقنعة و تتعرى وجوه و يتصدع جدار القداسة الذي يتحصن خلفه الطغاة .. إنه الشاعر و الثائر و الصحفي و الإنسان صلاح الدكاك .. إنها الكلمة التي تشعل ثورة و تصنع وعيا و تترك أثرا جارحا في الذاكرة .. كانت فرصة محاورته ثمينة بالفعل كما يقول الحوار الذي سررت كثيرا انه أجاب دعوتي اليه و خص به صحيفة الأمة .. لن اتحدث عن الدكاك كثيرا فسأتركه يحدثكم من خلال الحوار :
حاوره : علي أحمد جاحز
• صلاح الدكاك .. نرحب بك على صفحات صحيفة الأمة كشحصية ثورية نحاورها هذا الأسبوع .. نبدأ معك من صلاح القصيدة و الإبداع .. عهدناك منذ التسعينات صوتا شعريا مميزا لا يشبهه أحد و لا يشبه احد في لغته و نغمه حين يكتب .. من هو الشاعر الذي ترك أثرا في داخل صلاح الدكاك وفجر فيه كل هذا البركان الإبداعي الثوري الذي اشغل الساحة ..؟
- لا أستطيع أن أحدد أي الشعراء ترك الأثر الأعمق في شعري ، .. امرؤ القيس أم محمود درويش .. الشنفرى أم نزار .. المتنبي أم البردوني !
كل من قرأت لهم بشغف على امتداد حياتي تركوا أثراً على نحو ما في نتاجي الشعري, غير أنني حاولت منذ البدء وما أزال أحاول أن أكون صوتي الخاص , ولا أستطيع أن أجزم بأنني قد نجحت في ذلك , بصورة أرضى عنها .
· أنت تسعيني و جيل التسعينات أحدث ظاهرة تغييرية في الساحة الثقافية التي كانت تشهد ركودا و رتابة قاتلة قبل ذلك .. ما مدى امكانية أن نقرأ ما أحدثه جيل التسعينات الإبداعي من ثورة ثقافية و أدبية بكونه عامل رئيسي ضمن العوامل التي أسست للثورة الشبابية التي تشهدها اليمن منذ عام .. سيما و ان اسماء تسعينية تتصدر معركة الوعي اليوم ..؟ و بماذا تفسر تحول العديد من المبدعين الى أقلام و اصوات سياسية حاضرة بقوة ..؟
- لست مع فكرة فرز وتقسيم الشعراء بمعيار تسعيني , ثمانيني , فتواريخ نشر النتاج الشعري قد تكون متأخرة على تواريخ كتابتها , كما أن من الصعب تحديد تاريخ بعينه لإكتمال ولادة شاعر , غير أن هذا الفرز يمكن أن يصدق قياساً بالوضع السياسي والاقتصادي الذي يعكس نفسه ولا ريب على نتاج الشاعر انفتاحاً ومستوى حريات أو تضييقاً وقمعاً للحريات , ووفقاً لذلك بوسعنا أن نقول إن التسعينيات شهدت ازدهاراً نسبياً على مستوى الانفتاح والتعددية , كما على مستوى وسائط الاتصال والنشر , خلافاً للثمانينيات مثلاً , وقد أتاح هذا لشعراء كثيرين من هذا الجيل قدراً من الفسحة لتقديم نتاج شعري بموقف فني أكثر تحرراً ومكاشفة وإجتراحاً للجديد والوثب على الأسوار والموانع ... مع ذلك يبقى السؤال : لأي عقد يمكنك أن تنسب شاعراً بقامة عبد الله البردوني الذي ظل شديد التجاوز وعابراً للزمن بامتياز , كما كان ذاته في كل العقود بتفاوت تعقيداتها السياسية والاقتصادية .. أعتقد أنه لابد للأديب والشاعر أن يدفع ضريبة لموقفه الشعري السياسي والفني و الفلسفي .. وهذا الاستعداد لدفع كُلفة الكينونة , هو ما جعل أصواتاً شعرية بعينها حاضرة بقوة في كل زمن رغم التغييب والتكميم وضراوة القمع .
· صلاح الدكاك حين يكتب القصيدة الثورية يثير جدلا و يصل الى أكبر مساحة من الانتشار .. مع ان ثمة انطباع ان القصيدة الثورية في زمن السرعة المعلوماتية و الصورة الحية للحدث لم تعد فاعلة في تشكيل الموقف و الوعي .. كيف استطاعت قصيدة صلاح الدكاك ان تكسر هذا الانطباع كما شاهدنا خلال شهور الثورة اليمنية ..؟
- حين تذهب إلى الجهة التي لا يجرؤ الآخرون على الذهاب إليها , وتتواجد في المناطق المفخخة والمحظورة التي لا تطأها الأقلام متجرداً من المحاذير والإملاءات والمواقف التكتيكية , فإنك تلامس الحقيقة التي هي غاية أي عمل فني .. الحقيقة التي يخاف أو يعجز الكثيرون عن المكاشفة بها لكنهم يحسونها ولها حضور في أعماقهم .. عندها فقط يكون الشعر أكثر دوياً .. وإذا كان التزوير والفلترة هما عملة هذا العصر الرائجة , فإن الأعمال الأدبية المتمتعة بصدق الموقف والمدفوعة بإنسانية نقية , رغم ندرتها , تبقى هي أكثر ما يبحث عنه الناس ويحتاجون إليه .
الشاعر و الصحفي صلاح الدكاك : أقترح أن يخصص لـ"بن عمر" مكان إقامة دائمة في القصر ودار الرئاسة
حين يكتب يجعل من الكلمة شعلة و حين يمطر الشعر من بين اصابعه تعشب الصفحات كما لو كان ساحرا .. و حين تسكن الثورة قصيدته تغدو كل كلمة قنبلة و كل سطر انتفاضة .. و حين يتحدث عن السياسة تتساقط أقنعة و تتعرى وجوه و يتصدع جدار القداسة الذي يتحصن خلفه الطغاة .. إنه الشاعر و الثائر و الصحفي و الإنسان صلاح الدكاك .. إنها الكلمة التي تشعل ثورة و تصنع وعيا و تترك أثرا جارحا في الذاكرة .. كانت فرصة محاورته ثمينة بالفعل كما يقول الحوار الذي سررت كثيرا انه أجاب دعوتي اليه و خص به صحيفة الأمة .. لن اتحدث عن الدكاك كثيرا فسأتركه يحدثكم من خلال الحوار :
حاوره : علي أحمد جاحز
• صلاح الدكاك .. نرحب بك على صفحات صحيفة الأمة كشحصية ثورية نحاورها هذا الأسبوع .. نبدأ معك من صلاح القصيدة و الإبداع .. عهدناك منذ التسعينات صوتا شعريا مميزا لا يشبهه أحد و لا يشبه احد في لغته و نغمه حين يكتب .. من هو الشاعر الذي ترك أثرا في داخل صلاح الدكاك وفجر فيه كل هذا البركان الإبداعي الثوري الذي اشغل الساحة ..؟
- لا أستطيع أن أحدد أي الشعراء ترك الأثر الأعمق في شعري ، .. امرؤ القيس أم محمود درويش .. الشنفرى أم نزار .. المتنبي أم البردوني !
كل من قرأت لهم بشغف على امتداد حياتي تركوا أثراً على نحو ما في نتاجي الشعري, غير أنني حاولت منذ البدء وما أزال أحاول أن أكون صوتي الخاص , ولا أستطيع أن أجزم بأنني قد نجحت في ذلك , بصورة أرضى عنها .
· أنت تسعيني و جيل التسعينات أحدث ظاهرة تغييرية في الساحة الثقافية التي كانت تشهد ركودا و رتابة قاتلة قبل ذلك .. ما مدى امكانية أن نقرأ ما أحدثه جيل التسعينات الإبداعي من ثورة ثقافية و أدبية بكونه عامل رئيسي ضمن العوامل التي أسست للثورة الشبابية التي تشهدها اليمن منذ عام .. سيما و ان اسماء تسعينية تتصدر معركة الوعي اليوم ..؟ و بماذا تفسر تحول العديد من المبدعين الى أقلام و اصوات سياسية حاضرة بقوة ..؟
- لست مع فكرة فرز وتقسيم الشعراء بمعيار تسعيني , ثمانيني , فتواريخ نشر النتاج الشعري قد تكون متأخرة على تواريخ كتابتها , كما أن من الصعب تحديد تاريخ بعينه لإكتمال ولادة شاعر , غير أن هذا الفرز يمكن أن يصدق قياساً بالوضع السياسي والاقتصادي الذي يعكس نفسه ولا ريب على نتاج الشاعر انفتاحاً ومستوى حريات أو تضييقاً وقمعاً للحريات , ووفقاً لذلك بوسعنا أن نقول إن التسعينيات شهدت ازدهاراً نسبياً على مستوى الانفتاح والتعددية , كما على مستوى وسائط الاتصال والنشر , خلافاً للثمانينيات مثلاً , وقد أتاح هذا لشعراء كثيرين من هذا الجيل قدراً من الفسحة لتقديم نتاج شعري بموقف فني أكثر تحرراً ومكاشفة وإجتراحاً للجديد والوثب على الأسوار والموانع ... مع ذلك يبقى السؤال : لأي عقد يمكنك أن تنسب شاعراً بقامة عبد الله البردوني الذي ظل شديد التجاوز وعابراً للزمن بامتياز , كما كان ذاته في كل العقود بتفاوت تعقيداتها السياسية والاقتصادية .. أعتقد أنه لابد للأديب والشاعر أن يدفع ضريبة لموقفه الشعري السياسي والفني و الفلسفي .. وهذا الاستعداد لدفع كُلفة الكينونة , هو ما جعل أصواتاً شعرية بعينها حاضرة بقوة في كل زمن رغم التغييب والتكميم وضراوة القمع .
· صلاح الدكاك حين يكتب القصيدة الثورية يثير جدلا و يصل الى أكبر مساحة من الانتشار .. مع ان ثمة انطباع ان القصيدة الثورية في زمن السرعة المعلوماتية و الصورة الحية للحدث لم تعد فاعلة في تشكيل الموقف و الوعي .. كيف استطاعت قصيدة صلاح الدكاك ان تكسر هذا الانطباع كما شاهدنا خلال شهور الثورة اليمنية ..؟
- حين تذهب إلى الجهة التي لا يجرؤ الآخرون على الذهاب إليها , وتتواجد في المناطق المفخخة والمحظورة التي لا تطأها الأقلام متجرداً من المحاذير والإملاءات والمواقف التكتيكية , فإنك تلامس الحقيقة التي هي غاية أي عمل فني .. الحقيقة التي يخاف أو يعجز الكثيرون عن المكاشفة بها لكنهم يحسونها ولها حضور في أعماقهم .. عندها فقط يكون الشعر أكثر دوياً .. وإذا كان التزوير والفلترة هما عملة هذا العصر الرائجة , فإن الأعمال الأدبية المتمتعة بصدق الموقف والمدفوعة بإنسانية نقية , رغم ندرتها , تبقى هي أكثر ما يبحث عنه الناس ويحتاجون إليه .
لمزيد من الاخبار