
لندن: أحمد الغمراوي
بعد أكثر من عام من الركض شبه المتواصل في شوارع حي كفر سوسة، وما جاوره من أحياء العاصمة السورية، دمشق، لا يتخلله سوى الوقوف للحظات سريعة لكتابة العبارات المناهضة لحكم الرئيس السوري، بشار الأسد، أو الشعارات المحفزة للثورة على نظامه القمعي.. هدأت أنفاس الشاب السوري نور زهراء إلى الأبد بعدما أفلحت رصاصات قوات الأمن أخيرا في اصطياده، أول من أمس.
جنازة نور زهراء التي شيعها آلاف السوريين من حي كفرسوسة أمس، تحولت إلى مظاهرة حاشدة منددة بالنظام السوري، تحت أعين القناصة الذين انتشروا على عدد من مباني الحي.. حيث استقبل المشيعون الجثمان المغطى بالورود لحظة خروجه من المنزل بالتكبير والهتاف، وتحول الكثير من المشاركين في تشييع الجنازة من رجال ونساء إلى «بخاخين» بدورهم، حيث قاموا بكتابة الشعارات المناهضة للنظام السوري ليغطوا بها جدران الحي.
وزهراء الذي كان أحد أبرز كاتبي الشعارات على الجدران السورية، ومن بينها تلك المتاخمة لعرين بشار الأسد، كان يلقب بـ«الرجل البخاخ»، نظرا لكثرة رؤيته من قبل مواطني حي كفر سوسة وما حولها في العاصمة السورية، راكضا بعبوته الأسطوانية النفاثة للطلاء (البخاخ)؛ كسلاح وحيد يحارب به زبانية النظام المدججين بالسلاح القاتل.
زهراء، ذو الـ23 ربيعا، لم يكن وحده «نافث المكنون في صدور السوريين» على هيئة شعارات تزخر بها جدران دمشق، بل كان هناك عشرات غيره من الشباب.. بعضهم ربما أبرع في الكتابة أو انتقاء العبارة، لكنه كان أحد أجرأ هؤلاء؛ بظهوره العلني في شوارع العاصمة في وضح النهار.